ولماذا يحبنا الله كل هذا الحب؟

ولماذا يحبنا الله كل هذا الحب؟

ولماذا يحبنا الله كل هذا الحب؟
قال: أولا الله يحبنا لأنه هو الذي خلقنا. فالله بطبيعته خالق، وخلق خلائق كثيرة (السماء والبحر والحيوان والنبات..) وخلق كل شيء حسن بينما الإنسان حسن جداً، ووضع فيه صورته وشبهه وأعطاه سلطان على كل الخليقة، مثل إنسان مخترع، اخترع أشياء كثيرة وآخر هذه الأشياء اختراع عظيم أخذ عليه جائزة نوبل ماذا سيعني له هذا الاختراع؟ قلت: بالتأكيد سيعتز به ويكون غالي جداً عنده. قال: هكذا أنت غالي جداً عند الله، أنت مكرم وعزيز في عينيه جداً يقول الكتاب “صرت عزيز في عيني مكرم وأنا قد أحببتك”(أش 43: 4) فأنت غالى جداً، قيمتك تساوى دم المسيح.

وثانياً الله يحبك لأنه فداك: فقد يظن البعض أن الله لم يتعب في خلقتنا، ولكنه قد تعب في فدائنا. فهو صلب وتعذب ومات لكي يفدينا ويغفر لنا جميع خطايانا(كو2: 13). وهذا الفداء لكل البشرية.
وثالثاً: الله يحبك لأنه تبناك. قلت: كيف يا أبي؟ قال: يقول الكتاب “إن جميع الذين قبلوه أعطاهم أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه “(يو1: 12). تخيل أنك أنت ووالدك كنت واقفين أمام العمارة التي تسكنون بها وفجأة وجدتم ولد صغير عنده 11 سنة ركع أمام والدك وقال له ” عمو عمو …. اتبناني يا عمو، هاغسل أمام العمارة والمّع لكم السلالم واعمل كل حاجة بس اتبنانى يا عمو هل والدك يتبناه.
قلت: أظن لا.
قال: تظن لا أم مستحيل.
قلت: هو صعب.
قال: هل من الممكن والدك يقول بالليل يا “فلان” أخوك إحسان…إحسان…أخوك الجديد قلت: فعلا مستحيل يا أبي.
قال: لو إحسان أخذ يبكي وطلّع موس من فمه وأخذ يجرح نفسه ويقول إن لم تتبناني سأموت نفسي هل يتبناه والدك؟!
قلت: بالطبع لا، ممكن يعطيه خمسة جنيه أو عشرة جنيه لكن أن يتبناه مستحيل!!
قال: لكن لو إنك كنت غائب عن البيت ورجعت بعد شهر ولما وصلت رحبوا بك وعملوا لك عشاء جميل وجلست معهم شوية ثم نمت، وفى نصف الليل صحيت وأخذت تغسل الأطباق في المطبخ ودخلت للحمام تغسله، ثم دخلت الانتريه تخبط وتنظف، كل البيت صحى وقالوا إيه بتعمل إيه؟ فركعت على قدميك وقلت بابا بابا أتبناني يا بابا، هاغسل الحمام وأنظف المطبخ والحلل، اتبنيني يا ماما. ها يقول لك إيه؟!!
قلت (بابتسام): بالتأكيد سيقولوا الولد اتجنن أو جرى له حاجة في مخه!!
قال: هذا هو موقفنا مع الله. اتبنانا يارب هانصوم لك يارب، ها نصلي ليك يارب، هانعمل مطانيات يارب، ارضى علينا يارب. فحتى لو أسلمت جسدي حتى احترق(1كو13: 3). فلا يمكنني أبدا أن استحق البنوة بأعمالى مهما إن عملت من صوم وصلاة ومطانيات وخدمة. فهذه الأشياء لا يمكن أبداً أن تؤهلني أن أكون ابناً. ولكنني أقبل البنوة مجاناً ثم أعيش كابن وليس العكس#محبة_الله_الغير_مشروطة