سر قوة الشباب 1
وصلت لأبي بعد أن أجهدني التفكير وأتعبني المشوار، فجسدي في مثل هذه الأيام يكون متعب جداً، ونفسيتي تكون كئيبة ومش طايق أحد، بل مش طايق حتى نفسي. فشعور أن كل يوم أحد مستنيك على أول الشارع وهايضربك بالقلم على قفاك وأنت لا تستطيع أن توقفه هو شعور مهين ومذل؛ جاء أبي ووجدني في هذه الحالة المزرية والمتعبة، سلّم علّي ونظر إليّ نظرة فاحصة وقال لي كيف حالك؟
قلت: بتعب وبألم وبصوت متهدج الحمد الله. ولكنى متعب نفسياً ومنهك جسدياً، وهذا من السقوط المتكرر في حروب الشباب، سواء بإرادتي أو بغير إرادتي، فأي سقطة من هذا النوع يا أبي تتعبني نفسياً وترهقني جسدياً، وبالرغم من ثقتي في قبول الله وغفرانه ولكنى أيضا أريد الحرية، أريد أن أشعر إنني لست عبداً، أريد حرية حقيقية وليس حرية الكلام!!
نظر إليّ أبي بمحبة وقال: أفهمك يا ابني أفهمك سنتكلم اليوم بوضوح وبكل صراحة ولكن أيضا سنتكلم بخطوات عمليه تحتاج لجدية ورجولة وليست إشتياقات عابرة وأمنيات مؤقتة تهرب أمام المسئوليات وتختفي عندما نواجه الواقع.