الحياة الأبدية
سرت في الطريق للقاء أبي وفجأة انتابنى رعب شديد، جائنى فكر مخيف فتخيلت أن أبي يجهز لي فخ اليوم وإنه سيسلمنى ليد البربر ليذبحونى لينجو هو، لأنهم يحتاجون لذبيحة بشرية لكى يفتحوا كنـز في قبر قديم وحسب معتقداتهم إنه لابد من ذبيحة بشرية، وانهم هجموا على أبي ولكى ينجو أبي من بين أيديهم سيسلمنى، للحظة فكرت في الهروب والرجوع فوراً، ولكن ابتسمت وعرفت إنها مجرد أحلام يقظة نظراً لتأثري بقصة سمعتها أمس عن كنوز الفراعنة وأمثال هذه الخزعبلات فتأثرت بها وأخترع خيالي هذه القصة عن أبي، أما أبي فهو يحبنى جداً وكم مره ظهر حبه وتضحيته، فلا أنسي يوم كنا جالسين أمام مغارته وظهرت طريشة (ثعبان سام جداً) فجأة فأسرع أبي وأبعدنى وعرض نفسه للخطر من أجلى، وصلت للمكان سلمت علي أبي وجلسنا، ثم حكيت له عن خيالاتى وقصصي الطفولية، فمنذ ما إتخذته أب روحى لي وأنا أحكى له عن كل شيء حتى إن شككت فيه أو فى أمور تتعبنى من جهته، وهذا أراحني كثيراً وجعل العلاقة بيننا قويه جداً وسهّل له معرفة أمور كثيرة، ففعلا أقرب مسافه بين نقطتين هى الخط المستقيم، فالصراحة تريحنى وتساعده في إرشادي بشكل واضح، والذي ساعدنى علي ذلك ثقتى في شيئين، أولاً ثقتى في محبته، وثانيا ثقتى في حكمته. فهو طيب جداً ومحب جداً، فمهما كانت شكواي يسمعنى ويشعر بي ولم يجعلنى أشعر مرة بالدونية أو يصدنى، بل دايما يشجعنى ويشددنى، وأيضا هو حكيم جداً فعنده دايما إجابات لكل أسئلتى وإن سألته بسؤال في غير اختصاصه … يوجهنى لمن أسأله أو لكتاب اقرأه، المهم بدأنا الحديث وكان تكملة لمؤشرات المسيحي الحقيقي.